أشار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، إلى أنّ "تحقيق الانقاذ يتطلب عملًا إصلاحيًا كبيرًا، وعلينا أن نفهم أن المشكلات كبرى وتطلب رص الصفوف وأن الاصلاح أمر تقوم به الأمم عندما تكون قادرة وبحاجة إليه".

ولفت، في مقابلة مع قناة "إل بي سي أي"، إلى أنّه "على مدى الأشهر الفائتة كنت أنبّه من أن لبنان يمر بأزمات ومخاطر كبرى وأنه بحاجة للانقاذ وأنه بالامكان انقاذه للحفاظ عليه، وعلى ما يمثله من قيم، وأن هناك ضرورة لأن تجتمع القوى الداخلية في لبنان".

وقال السنيورة: "تقاعصنا عن تطبيق 1701 ومرت السنوات منذ 2006 حتى اليوم وأصبحنا في وضع مستجد"، موضحًا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، أنّ "التفاهمات لا تحتاج لـ"منجّم مغربي" لكي يستخرج ما تنص عليه، علما أن هناك تفاهمات جانبية أخرى تم التوصل اليها بين أميركا واسرائيل، والوضع لا يحتمل أن نستمر في تضييع الوقت والفرص".

وشدّد على أنّ "إسرائيل عدوة وتبحث عن كل ما تستطيع الوصول اليه لخلق النفور بين اللبنانيين، وبالتالي يجب أن نتوحد وأن يدرك لبنان أنه يقوم على وحدته الداخلية وقوته ليست بحجم الأسلحة بل بوحدة أبنائه".

وأضاف السنيورة "يجب أن نتعلّم مما جرى وأن نبتعد عن محاولة الانكار وعن الشماتة، وعلينا أن نحتضن بعضنا ونحن سلكنا الطريق الذي استعملنا فيه السلاح ووصلنا إلى هنا، وعلينا أن نستخدم العمل الصحيح وأن نصل من خلال الدولة والحكومة الى الحل الصحيح".

ورأى "أننا أُعطينا 8 فرص وأضعناها، ولم نعد نتمتع بثقة اللبنانيين والأشقاء والأصدقاء بالدولة اللبنانية"، وقال: "يجب أن نتعظ مما حصل لنستعيد هذه الثقة بدلا من خلق الأعذار وبيننا وبين الانتخابات المقبلة أشهر وهناك حاجة لقانون انتخابي جديد يجمع بين اللبنانيين بدلا من أن يفرقهم".

واعتبر أن "السلطة القضائية يجب أن تكون مستقلة"، مضيفًا "لم نستكمل اتفاق الطائف ولا بتنفيذه والآن هناك فرصة هائلة أتيحت لنا لتستعيد الدولة سلطتها الكاملة على أراضيها ومن الممكن أنها الفرصة الوحيدة لبناء علاقة مع سوريا تقوم على الاحترام المتبادل لنعيد التعامل الصحيح بين الدولتين".

ورأى السنيورة أنه "من الواضح أن سوريا أصبحت في تقدم بموضوع السلام مع اسرائيل أكثر من لبنان بغض النظر عن الضربات التي نراها، والكلام اليوم هو أن لبنان أمام خيارين اما السلام أو الحرب وبالنسبة لادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يترجم الأمر في اختيار لبنان بين المحور الايراني أو المحور العربي".

وأضاف "أصبح لدينا حكومة في لبنان ومن أولى الخطوات التي يجب القيام بها برأيي هي قيام رئيس حكومتنا نواف سلام بزيارة لسوريا وبين لبنان وسوريا علاقات قديمة وهي منفذنا البري الوحيد الى العالم العربي ومن مصلحتنا أن تكون العلاقة بيننا جيدة".

وأشار إلى "أننا نريد علاقات سوية مع ايران مبنية على الاحترام بين البلدين وليس على أساس التدخل، وهم لديهم نظرية ولاية الفقيه ولا يجوز لنا أن نتدخل بنظريتهم في بلادهم لكن هذه النظرية أدت الى انفلاش ايران في الكثير من الدول ولم يحصل منها ايران ولبنان والعرب الا على الخيبة والخسارة".